الملوخية
الملوخية


«طعام الملوك».. سر تسمية الملوخية

شيرين الكردي

الأربعاء، 20 أبريل 2022 - 02:11 م

لا تخلو مائدة أي بيت مصري من الملوخية التى تعتبر ضيفًا مرحبًا به فى كل البيوت المصرية، سواء فى رمضان أو فى غيره من الشهور، باعتبارها أكلة مصرية أصيلة توضع دائماً ضمن قائمة الأكل المصري.

وترتبط مع المصريين بالكثير من الطقوس أهما “الطشة” والشهقة التى لا تنجح طبخة الملوخية بدونها، وهو"التاتش المصري" الذى أضافته سيدات البيوت فى مصر، وروجن له حتى تحول إلى تراث ارتبط بالملوخية ولا يمكن تجاوزه.

القصة الأولى: حينما علم الحاكم بأمر الله بالفوائد الصحية لنبات الملوخية قرر أن يشيع فى القاهرة أنها نبات سام حتى يبتعد عن تناولها عامة الشعب، حتى يستأثر بفوائدها لنفسه كما يقول عنه التاريخ.

والقصة الثانية: عندنا أصاب المعز لدين الله ألم شديد بالمعدة فنصحه الأطباء بتناول الملوخية، وبالفعل شفى بعد أكلها فحرمها على الشعب ليستأثر بأكلها لنفسه ولحاشيته حتى أنه أسماها “ملوكية” أى أنها أكلة الملوك، ومع الوقت تم تحريفها إلى ملوخية، وبعد انتهاء حكم المعز لدين الله وانتهاء الدولة الفاطمية بأكملها، أصبح للملوخية مكانة كبيرة عند المصريين يقومون بطهيها فى الأعياد والمناسبات المحببة لهم وفى الأيام العادية ايضاً.

ولم تتوقف العقلية المصرية عند استخدام الملوخية فقط بل طورها المطبخ المصرى وأضاف إليها كل يوم جديد، فأصبحت تطهى اليوم بالجمبرى لتخرج فى طبق رائع ليس له مثيل. وأيضاً الملوخية بشوربة الأرانب التى تعتبر من الأكلات الملوكية بالفعل، وغيرها من الاختراعات التى أضفناها للملوخية.

فالحاكم بأمر الله، هو المنصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي سادس حكام الدولة الفاطمية، والذي تميز حكمه بإصدار قوانين شاذة، كتحريمة أكل الملوخية، وأمر الناس بالعمل ليلا، والراحة في النهار، وكان يسفك الدماء بصورة غير مبررة، وهدم الكنائس وأجبر النصارى على دخول الحمامات بالأجراس لتميزهم عن المسلمين.

أدعائه الإلوهية

كما أدعى الألوهية ومعرفته بالغيب، وهناك مخطوط اسمه «رسائل الحاكم بأمر الله والقائمين بدعوته» بين ما يدعيه الحاكم من صفات الألوهية.

وذكر أن، «نادى بألوهيته وفد من دعاة المذهب الإسماعيلي قدم إلى مصر وعلى رأسهم محمد بن إسماعيل الدرزي وحمزة بن على الفارسي، فراقت للحاكم فكرة التأليه واعتقد تجسد الإله في شخصه، واُعلِنت الدعوة بتأليهه سنة 408 هـ واتخذ بيتاً في جبل المقطم، وفتح سجلا تكتب فيه أسماء المؤمنين به، فاكتتب فيه من أهل القاهرة سبعة عشر ألفا، كلهم يخشون بطشه، وتحول لقبه، في هذه الفترة على الأرجح، من الحاكم بأمر الله إلى الحاكم بأمره، وصار قوم من الجهال إذا رأوه قالوا: (يا واحدنا يا واحدنا، يا محيي ويا مميت)».

وتابعت: «عارض المصريون، وهم من أهل السنة، فكرة حلول الله في الحاكم وتأليهه ونقموا على الدعاة الفرس الذين أخذوا يبشرون بدعوتهم الإلحادية الجريئة، فقتلوا محمد بن إسماعيل الدرزي واختفى حمزة الفارسي ثم ظهر مع أتباعه في بلاد الشام ونقم الحاكم على المصريين لقتلهم داعيته فأحرق مدينة الفسطاط».

نقل أجساد آل البيت إلى مصر

ويذكر المؤرخ الإسلامي السمهودي، في كتابه: «أراد نقل أجساد آل البيت إلى مصر، وكلف بذلك أبا الفتوح الحسن بن جعفر، فلم يـُوَفـَّق بعد أن جاءت ريح شديدة تدرحجت من قوتها الإبل والخيل، وهلك معها خلق من الناس، فكانت رادعاً لأبي الفتوح عن نبش القبور وانشرح صدره لذلك، واعتذر للحاكم بأمر الله بالريح، وحاول مرة أخرى وأرسل من ينبش قبر النبي فسكن داراً بجوار المسجد وحفر تحت الأرض فرأى الناس أنواراً وسُمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم يُنبش ففتش الناس فوجدوهم وقتلوهم».

يأمر بالشيء ثم يعاقب عليه

وتضيف الموسوعة، أنه «ظهرت من الحاكم تصرفات غريبة فيها تناقض عجيب فكان يأمر بالشيء ثم يعاقب عليه، وكان يُعلي مرتبة وزير ثم يقتله، من ذلك أنه أعلى مرتبة وزيره (برجوان) ثم قتله، وقلَّما مات وزير أو كبير في عهده قطع أنفه، فقد قتل مؤدبه أبا تميم سعيد الفارقي وهو يسامره في مجلسه، وفعل مثل ذلك في كثير غيره».

وتقول موسوعة المعرفة، إنه «المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله معد الفاطمي، حكم من 996 إلى 1021 ميلاديًا، ولد في مصر وخلف والده في الحكم العزيز بالله نزار وعمره 11 سنة، وتولى الوصاية عليه أبوالفتوح برجوان، الذي تنسب إليه حارة برجوان، ثم انفرد الحاكم بالسلطة وهو في الخامسة عشر من عمره. وخطب له على منابر مصر والشام وأفريقية».

تربى كل شخص في بيت مصري على أكلات شعبية شهيرة، ونسمع أسماءها ونرددها ولكن لا نعرف ما سبب أو أصل تسمية هذا الإسم، مثل الملوخية ، حيث تعتبر هذه الأكلات من الوبات الأساسية في كل بيت في مصر. 

1 – الملوخية:

تعتبر "الملوخية" من التراث المصري وهي اكلة كل البيوت، لا الريف فقط ولا الحضر فقط، وتنتشر زراعتها على ضفتي النيل، وهناك العديد من الروايات حول تسمية الملوخية، ففي قصة تقول بأن سبب تسميتها هو حب الحاكم بأمر الله بأن تقتصر تلك الاكلة على الملوك فقط، وذلك بعدما عالجه أحد الأطباء من ألم المعدة من خلالها، وأصبحت عشق لا يستطيع الاستغناء عنه، فحكر أكلها على العائلة المالكة فقط، مما تسبب في تسميتها بالملوكية، ومع الوقت تم تحريف الاسم إلى "ملوخية".

 وفي رواية أخرى، تفيد بأن سبب تسمية الملوخية هم "الهكسوس"، حيث إنهم قاموا بإجبار المصريين على تناولها، بعدما ظنوا أنها نباتات سامة، وكان يطلق عليها "خية" أي السامة، ولكن سرعان ما احبها المصريين فور تناولها، وأصبحوا يتفننوا في طبخها وتقديمها.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة